وصاب ارض الملائكة

تجربتي الاولى ـ
بقلمي : فيصل شعاف -21-7-2010م
وصاب ارض الملائكة


فلنبداء رحلتنا الملائكية ......

عندما يصيبك الملل وتشعر بالإحباط وتصحوا من نومك كالعادة دون أي تغير في حياتك المدنية

عند التفكير في محو الاحلام المزعجة واصوات الزحمة المفرطة ،

عند الحاجة الى استرجاع حيويتك والتفكير في تغيير اطياف مخيلتك ،

عند الشعور بذلك انت بحاجة الى كاس من اكسير الحياه ليعوضك عن انشطارك بالوجود ، خذ رحالك ونطلق متجها صوب سماء التمني واجواء تغمرها ذكريات الطبيعة الجائشة بعذوبتها وسحرها العميق .

توكل على الله لتغير من دنياك .

واثناء  سفرك من صنعاء نحو احزيتك الخرافية ، ستقف متأملاً لتلك الجبال والاخاديد الملتحية على جوانب الدروب التي ارغمتك ان تسلكها ، متحملاً عبئ السفر ومندهش في تأمل مستمر ،

هناك سترحل عن الدنيا وستتذوق كل اشكالها من ذمار وانس وعنس وعتمة المختلفة تضاريسها الى ان  تطل على مشارف كوكباً هلامي تحتضنه خيوط السحب الراسخة على ضفافه  بجمال متوهج كحكاية تخالها من الف ليلة وليله ...

هنا ء تبدا رحلتك الى الوجود فتتداركك الافكار وتحتضنك تشعبات عديده بوجودك في عالماً لم تراء طيفه من قبل تتساءل هل مت هل انا احلم .. ام اخذتني الملائكة الى ارضها .

ولحظة انشغالك بتلك التهيئات ستشعر بنسيم بارد من رحيق الزهر والمشاقر يتدفق الى اوردتك ليطفئ شوقاً طال انتظاره .

افق انت على رحاب السعادة الدائمة الاخضرار والكاملة قل مثيلها في الجمال ،

تريث فانت على مشارف ((وصاب العالي)) ، حيث الجبال تعانق السماء والسحب ترفرف على التلال كانها راية خفاقة زاخرة بديمومت الحب وعذوبة الحياه .

انظر الى هناك وقبل جبينك بيمناك لحظة بلحظة فتلك هي مشارف ارض الطهر النقي والجود السخي ، انها سبن حلٌيةً طوقت بأعشاشها مملكة الجمال وارتسمت حارسا منيع تصونه من كل الآفات ، واقفتاً بحصنها النشم وقراها الزاجدة على عرش الخير والنعيم .

فلا تندهش مهما سحرك الابداع واربكتك المسالك فلم تتذوق الا القليل من ذلك الاكسير .

هيا بناء بها ورغم كل ظروفي سأصحبك واملي عليك مفاتن متفرقة خلال سيرك في ارض الشجن كبود وانشدك بان تغدُ معي لنزيل سدهاً من احزاننا على تراب هذه البديعة ، تمخطر بفخر ولا تخف من انحسار مركبك وتألم ساقيك من الركود عليها ، فهناك ما سيخفف من اوجاع كاهليك ويعوضك بسعادتاً زمهرية ، فنظر الى هامتاً خضراء تنمو بها سنابل العشب ويتربع بكبرياء انه جبل خيور وبجوارة قلعة شعاف الزاهية اترى تيهان لون حواجبها المتنافرة ، والمعطرة بخليط مسكها الاقحواني ولونها الفضي الداكن ، تمتد حتى مشارف قرى اكتسى لونها بقطائف سبول المحاجين  المتعثر قوامها بالمفاتن والشعاب ، كانها قرية جعر المتربعة على شرفة قصراً كاد ان يمحوا ببريقة اودية الثراء والبيادع .

فما لك لا تنظر الى جبل مطحنً المتوج كلملك النمرود تتطاير من حولة جواهر الزمرد والعقيق يتغطى بثوب عرومة المائلة نحو السكون ، ليطيب لا هلها الرثاء والمبيت .

تعال لنكمل السير ونخطو نحو علو الافق حتى جبال مذلب الخارج طور قامته عن مدى الاعيان تستحم خضرته لطفاً وبلسم ، تداعبه انسجة الخيال بنفحات من وروده الزاجرة على اخاديده المبعثرة خلف ستار الطرقات المتحجر عصرها.

سترى من على ضفافة  نبضات القلوب الدافئ احاسيسها ، تتموج نغماتها بافيون العصافير لهي ارض الاصلوح والهجره بوصفهما تسحرك الحياة ، وقراها المتفرعه في سفوح المنايا فكابرت الزمان وتغنت بجمالهما الحسان .

وبما اننا على اطراف حيمة مذلب المطلة على منبع التراث الاصيل ارض بني الحداد ومخدوره ، التي اغرتنا بمعاني الحياه من غيل كردومها الصافي  الممتزج بريح اسلافنا ، اذاً فقد اضاء من الغصن جماله وتدلى كقطعه عانت الماً بذكريات تشدو بقصائد الهجر والوعود ، ولوعة حالمة بعواقب طرقها الضاحية  بفعل الزمان وتعري روايتها القديمة .

تهيئ لتلقى سحراً سعد بوصالك ، تنظر الية من على ارفق وديان الفقوه فتمعن بسكون الى دوُور جران والعسادي من لها نصيف من منابع الفرسك والكافور ، ومهجع الممالك الغابر تاريخها المجيد، بها حمير سكن واوصاب تمكن من اسرها ، وتبسم  بمفاصلها ، وتذوق شمائل جنانها الفاتنة .

اتلاحظ ذلك الهرم المتمثل بكامل امانيه ممتطى ردا القوة والعزة ، بجل خاطرك وعانق واستوضح حصن نعمان المنيع المنتعش بقصوره الترفه اصلاً من عهد اوطانه الاوائل شعاف الكلبي من لمجده يشهد الزمان وبملاحمه وعزيمته سُطر بفخر صفحات الترك الاسود ، وثبات اسوار قلعته المحصنة بعقد كأنها مسكن لوارثي الارض وملوكها، فترى من على قمته مركز المديرية (الدن ) يدنو من تحته بمبانيه التي تجمعت كبرزخ زاجل يفوح بروائح الحكم والسياسة ، تجاري على جوانبه وديان زراعية مثمرة تزخر بموطن للذرة فتتلاطم سواقيه غرباً على سهول و قيعان قريه المسحل السابحه ، تبهرك جنانها الرونقيه وطباع اهلها المتغير ، وغيل شربها الثمين ، تجول وتجه غرباً لترى عزلة الكلبيين الآخذة  من كل شموخ هامة ،تهديك السكون بظلها وتستأنس من خوفك بقربها وطيب عرقها .

استمر فقد ترى ما حلمة به من اصالة تكاد تهز محياك انها ارض الجبجب سرت بقدومك وتألمت لفرقاك متربعة بأصلها صفتاً من جذور المنايا العظام ، كابرت الافق وعالت الكمال بمهدها العريق .

عد من حيث اتيت واستشرق بنور وهاج حتى ربى سهله الدن الندية بخليطها الكوني وطيب رحابها وتقبل غرباً وستنشق شمائلها ، اتضنها روضة الشعب تراها تتلو صلوات قدومك بذكرياتها تاركه امامك قبتها العامرة قل من تأملها وزار محيطها .
تربع على سفاح مملكة نعمان عامرة الذكر واصل الحكاية عجزت في وصفها وسر سمعي بذكرها .

الان ……. .اليك القي حسرتي من السفر بقريتي وابعث مفاتيح واشجان غربتي لنطوف في خليط اطيان ارض بني مسلم وسأذكر لك بعض جمالها ، بدأن بقدمتها الغانية بمنظرها و تليها بهوان التي كأنما البُست شراشف السعد والنبل ، يسكن في حضنها الدخن الغرب .

أترى لؤلؤن يضيئ من بقاع السفر الدائم بني مسلم جنة تزينة  بنقاب التفاني والمرؤة استكانت  بضيوفاً طال غيابهم عنها ولحظات سفري بها تستمر غريزتي في البحث عن نفسها في امل  لقاء بقية كاس اكسيرها .

اذكرا .. لك يا رفيق احزيتي .. طيب نزلنا بارض الديادير فبها العلم والنخوة والكرم الرفيع ، فتذوق بشعرها وتزود من علمها وفطنتها ، ولاتهوني علينا يا دوحة المربعة سلام لأهلك العظام .

الا يحق لنا ان نذكرها ككل ان نتلوا وصاب المتبسمة دوماً بصفحات الحنان شاهدةً برحيلنا وبعدنا المتقطع عنها ، وعودتنا الممطرة كأنها أمواج السحب المستضفه على شعابها وكصدف منتقا من البحور الكاملة محيطاتها ، يتلذذ من سحر أطايبها الاخرون ويسعدها صبحاً وروحاً امتزجت ايامهٌ بقسوة السنين ، فلمن  لا يعرف من هي فتنحصر معانيها كما يلي

---------------------------


سألت المدى ... وسفح الجبل
سئلت الليالي ... وضوء القمر
سألت سؤالي ... فاخفى الجواب
عن الحب ...
عن أصل تلك ألشعاب .
أجاب المدى .. ورد الصدى
وجال خيالي سطور الكتاب
وقال القمر ..
إنا جارها في ليالي الربيع
أشم نسيم رُباها البديع
وأغفوا على سفح أمجادها
بتلك القلاع .. وتلك الحصون
وأقرئها في أغاني الرعاة
وانطقها بشتى اللغات ...
هي الحب والأنس .. والأمنيات
هي روضة لاجتماع الشتات
حياتي وصاب .. وصاب الحياة