08 مايو 2011

في وصاب من البذرة حتى الحصاد

بالخطوة الحادية عشر ينتهي موسم الزراعة 


نتحدث هنا عن المرتفعات الجبلية من المنطقة والتي تتسم ببقاع لا باس بها صالحة لزراعة الذرة بالدرجة الاولى (الدخن ، الغرب ، الذرة الصفراء ) حيث تعتمد الزراعة بالدرجة الاولى  على مياه الامطار التي تتساقط ما بين الاشهر من مارس وحتى سبتمبر من كل عام وتتخلل عملية الزراعة مجموعة من الطقوس سواء قبل او اثناء الزراعة ، وياتي ذلك نتيجة عدة اسباب من ضمنها التركيبة الطبغرافية للمنطقة التي بدورها الزمت المزارعين في اتباع عدة خطوات اساسية وثانوية ، الى ان يتم الوصول الى جني المحصاصيل ، وقد تختلف مسميات الخطوات من منطقة الى اخرى في ارجاء وصاب الخير ونلخص ذلك وفقاً للمسميات المتعارف عليها في منطقة وصاب العالي وعلى النحو التالي :-

اولاً يبداء موسم الزراعة الجديد برفد الارض المقصود زراعتها بالسماد البلدي المسمى باللهجة العاملية بالذبل .
اولاُ : الذبل  هو عبارة عن مخلفات الحيوانات المجفف ، حيث يتم رشة على التربة  ثم يترك لفترة وجيزة من الوقت قد تمتد لاسبوع في الغالب وذلك بغرض التحلل  .

بعدها يتم حراثة الارض بواسطة الاثوار وتسمى هذه العملية بـ (البتلة )  .
ثانياً : البتلة  وهي عبارة عن استخدام المحراث في خلط السماد البلد المسمى الذبل مع التربة حتى تكتمل عملية التحلل وتغذيت التربة بالعناصر العضوية المطلوبة لمساعدة البذور في النمو والتكاثر بالشكل المطلوب .
  بعد الانتهاء من العملية السابقة  تاتي عملية ثانوية حيث يتم اعادة نفس الطريقة بعد مرور شهر او اقل واثناء ذلك يتم  ازالة التربة المتماسكة الناتجة عن عملية الحرث  والتي تكون على شكل كرات يستعصي تفتيها الا باستخدام المفرس (الحجنة )  وتسمى هذه الطريقة بـ (الكباع) .
ثالثاً : الكباع  حيث يتم من خلالها  ازالة الحصى من التربة ورميها الى اماكن بعيدة عن التربة الزراعية كما يتم تفكيك التربة المتحجرة المتاسكة ببعضها البعض لتسهيل عملية وضع البذور .

 بعد تصفية التربة من الحصى وتنظيفيها بشكل جيد والتاكد من تفكيك التربة المتماسكة ، وبعد مرور نصف شهر على ذلك تاتي مرحلة جديده تسمى (الشقار) .
رابعاً : الشقار ويتم هناء تنظيف الارض من الاشجار الصغيره التي نبتت نتيجة المطر والحراك الذي حصل للارض، وكذلك اصلاح ما تهدم من الجدران والزوايا التي تحيط بالمكان المقصود الزراعة فيه  بعدها تاتي عملية وضع البذور وتسمى بالتلام .
خامساَ : التـــــلام ويتم خلاله هذا العملية استخدام الثورة في حرث الارض  ورمي البذور (الذري) في الاماكن التي تم حرثها وتغطيتها بالتراب بشكل هادى حرصاً على نموها بعد ذلك وعندما ينبت الزرع ويصل الى ارتفاع 20سم تاتي عملية ترتيبة وتنظيمة وتنسيقة من خلال عملية تسمى بالعزال
سادساً : العزال وهي عملية يتم من خلالها ازالة النبات والاشجار الزائدة المتوجدة حول الزرع وترك مساحة لا باس بها بين النبات والاخر حتى ينموا بطريقة مريحة وليتمكن من الحصول على الكمية الكافية من المياه وكذلك الاسمدة والشمس والهواء دون ازدحام او تقاسم كميته المخصصة مع نبات اخر في نفس المساحة  ، وهنا  يتفادى التقارب بين النبتات (الزرع) .


سابعا: الفقح وهي عملية ازالة الحشائش التي نشبت نتيجة الامطار وتكون عالقة في الاماكن المتواجد فيها النبات (الزراع ) فبهذه الحالة يتم ازالتها حتى ياخذ النبات الحرية المطلبة في الحصول على المياه المناسبة والهواء والشمس دون تدخل اي عوارض اخرى .

ثامناً : الحشر ويتم ذلك عندما يصبح الزرع في اوج بيانه اي بعد مرور عده اشهر وقد وصل الى ارتفاع يقارب المتروالنصف تقريبا فيتم ازالة الاغصار المتفرعة من عمود الزرع القائم لغضر مساعدته في النمو وافساح المجال امام النبتات(الزرع ) الاخرى في اخذ ما يكفيها من الهواء والشمس والماء وغيرهامن العوامل المساعده في نموه ، وهذه الخطوة تعمل عدت مرات كون المناطق المزاله من عمود الزراع تنمو بشكل واصل.
تاسعاً : الرقيش وهي عملية يتم فيها حرث الارض وهي مزروعة بالثور وذلك لفك الجوانب والعوائق التي تتسبب في اعاقة مرور المياه والعوالق التي قد تجذبها عملية الترسب وكذا خطرها في تفكك الزرع واندثار النبات (الزرع) .


عاشراً : الصراب ، وتعتبر الخطوه قبل الاخيره حيث انه وبعد نمو السبول (المحاجين ) على رؤؤس النبات (الزرع) وبعد وصوله الى درجة الحصاد يتم اقتلاعة (صراب) باستخدام الشريم المسنن المخصص لمثل هذه المهام ، وبعد ان يتم ازالة كافة السبول (المحاجين) من على النباتات 

الخطوة الحادية عشر: الخلع : وتعتبر هذه المرحله هي المرحلة النهائية لعملية الزراعة اي بعد الحصاد ويتم خلالها قلع ما تبقى من النبات (الزرع ) من الارض واخذه الى الاماكن الخاصة به ليجفف ويعطى للمواشي .

ولا ننسى هنا الدور المهم والفعال للنساء شقائق الرجال فلهن الفضل في بقاء تلك الحضارة عامره حتى الان وخالده الذكر .
المعذرة في حال وجود اي خطا في الترتيب او التسمية

4 التعليقات:

Thanks يقول...

صراحه كلام جميل وتسلسل في سرد الخطوات واحده بعد الاخرى بطريقه مبسطه وسلسه وشبيهه جدا بالكتابه العلميه مع اختلاف المسميات وكوني مختص بهذا المجال اقول كلا م صحيح وفي غايه الروعه.

ال يقول...

شكر Thanks على تقييمك

غير معرف يقول...

لو كان الكاتب حدد كل خطوة بتاريخ لكنا استفدنا أكثر
يرجي من الكاتب ان يحدد كل خطوة بتاريخ ويفعل له حساب بالفسبوك او تليجرام

غير معرف يقول...

ما شا الله تبارك الله

إرسال تعليق