
رسالة من وصاب ... ولها مني السلام
فيصل شعاف 19-9-2010
رغم انقطاعي عن زيارة موطني وسكني الاول بسبب ما يستجد في شجوني من ذكرى طال بقائها وحرمان زاد رحيلة من هول السفر وروعة المفاجئات السحيقة. لعل ذلك ما جعلني اقرر في امتطى تلك المعاني وتركها وراء الزمن البعيد ، وعزمي على الذهاب اليهاء لقضاء اجازة العيد كونها مسكني الاول وضحى قربي ، وتحسباً لفرقاء طالت امانية وغرباء قاربت السنين الخمس تذم معانية .
حرصت ومن غير رجعة على لقاء ذلك الحلم البعيد في حسابات مسافاتة الزمنية القريب من الاحاسيس الوجدانية ، واثناء سفري الضني وبعد وصولي المستحيل اليها بسبب ما يجول في ارجائها من وعوره الاتجاهات ، وظلمات اليالي السعيده ، وعطش الكائنات البريئة .
وفي رحلتي التي اجزمت فيها بالتزود بخصالها المليحه المبللة بصدق الخلود الازلي وديمومة العشق الندي .
لكن وبالرغم من غيابي الطويل عنهاء فقد وجدتها كما عهدتها دوما خجوله بكبرياء العزه عاثرة تشكو عزله الخدمات ... متبسمة فرحاً ومبتهجة بارتداء ثوبها الاخضر المطرز بحبات الذرة والسبول المتناثرة على شعابها ، المكحله باخضرار اشجارها وحشائشها المستئنسة بزخم قطرات المطر الشبه يومي الندي والزاخر ، المرافق لسحبها الصاعدة من شعاب وديانها، ليسقيها كلما ثكلت ضماءً رحيق ممزوج بطيف من البخور والطلح ، حينها وجدتها كعادتها صامتة لا تئبة لصعوبة التنقل بها ، الا ان اوديتها انسدلت بمناظر خضراء خلابة تعبر عن سر صمودها ، متبسمة جبالهاء بعزة همتها وبنور يتوهج من صداء سكونها ، مستمدة خصالها من اصل اهلها العريق ، وايماء صدقها ، وبراءة قلبها، وظلمة ليلها ، وطهر ترابها ، هكذا وجدتها ولم ادرك اني بها .
فلها كل الحب وسمات المعاني العظام مجتمعتاً كلها في باقة مشاقرتحيطها روائح الشذاب واللازاب تهدى الى صلاتها ونسائم صبحها العطري ودفء نهارها القمحي وغروب شمسها الشقي ، وحنان زهرها الوردي ، وقداسة ريحها وظل اشجارها وخرير مائها وتغاريد اطيارها ، قبله ماتبرح منها حتى تضيء كرةً حب وكره عتاب ، تناجي ابنائها منهاجرت سماتهم وانحنت هاماتهم واشغلتهم ماديات اللهو والمصالح ، تقول لهم وصاب تناشدكم بكل خصالها تفاخر بكم وتراهن بانكم سوف تمحو انينها ، سوف تمحوا سواد ليلها وغربة اصيلها ، فما ما زال فيكم لأهلكم وبلدكم ومضيف اسفاركم حق بان تعملوا كما قال الحبيب المصطفى خيركم خيركم لاهلة .
ودمتم في سلام
ما دامت وصاب "
0 التعليقات:
إرسال تعليق