
بسم الله
الحافظ لعبادة والمعين
ومن به نستعين
على امور الدنيا والدين
اما بعد ....
الى فخامة رئيس الجمهورية
وإلي البلاد
وخليفة الله في الارض على العباد
تحية طاعة وسداد
اعلم بأنا اهل وصاب ليس لنا من قبل ولا من بعد من خير هذا الوطن سوا الحرمان والخراب ، واذا حصيت ظلمنا حدث بلا حساب ، فلا طرق تربطنا بسائر البلاد ، لا كهرباء ولا مياه شرب للعباد ، والطب في بلادنا وصفاً من الاعشاب كذلك المدارس لا درس او كتاب ، يا والي البلاد لا يسعنا هنا ان نكتب لك الا كما كتب السلف لولاتهم بأن تعلم أن الله جعل الوالي العادل قوام كل مائل، وقصد كل جائر، وصلاح كل فاسد، وقوة كل ضعيف، ونصرة كل مظلوم، والوالي العادل كالراعي الشفيق على إبله، الرفيق بها، يرتاد لها أطيب المراعي، ويذودها عن مراتع الهلكة، ويحميها من السباع، والوالي العادل هو القائم بين الله وبين عباده، يسمع كلام الله ويسمعهم، وينظر إلى الله ويريهم، فلا تكن ايها الوالي فيما ملكك الله عز وجل كعبد ائتمنه سيده، واستحفظه ماله وعياله، فبدد المال وشرد العيال، فأفقر أهله وفرق ماله ، اما عن وصاب وابنائها ايها الوالي ، فقد جرت العادة بأن تذًكر مناطقنا في موازنات الدولة الخدمية لمشاريع بمسميات اخرى ومختلفة فالحق يقال ، بينما الواقع يقول بان لا وجود لأي من تلك المشاريع على الارض بحجة ان وصاب لا يمكن ايصال الخدمات لها نظرا لوعورة طرقها البدائية ، فمن المسئول عن بدائيتها ؟؟، وتمر الاعوام وتليها موازنات جديدة ومشاريع وصاب كما هي وبمسمياتها حتى اشعار اخر ، ولأنها وصاب (بلاد حمير كما ذكرت في التواريخ) فهي لا شيء فسكانها الثمانمائة ألف ونيف انسان منسي في مديرياتها الست لم تشفع لهم اصواتهم ولا صلواتهم ، كما لم يشفع لهم ماضيهم المجيد فلا الواعظة الصحابية الجليلة ام الدرداء الصغرى هجينة الوصابيه شفعت لهم ، ولا العلامة صفي الدين احمد بن عبدالله السلمي كما لم يشفع لهم رواة الاحاديث النبوية امثال حُيي بن مخمر الوصابي ومحمد بن حفص الو صابي ومحمد بن حمير الشامي الوصابي كذلك العلامة وجيه الدين الحبيشي كما هو الحال لشاعر الدولة الرسولية محمد بن حمير الو صابي كما لم تشفع لهم الالاف من مؤلفات علماء وصاب البالغ عمرها مئات السنين والتي تُدرس في كبرى الجامعات بعلوم انتفعت بها البشرية جمعا ككتاب الاعلان بنعم الله الواهب الكريم الذي يعتبر معجزة في الفقة والنحو والتصريف والذي يفوق في علومة كتاب (عنوان الشرف الوافي) لأبن المقرى كذلك كتاب الاجماع وكتاب النورين في اصلاح الدارين لنور الدين الوصابي وكتاب البركة في فضل السعي والحركة وكتاب الدرة البهية ، وكتاب التحفة الوصابية في تسهيل متن الاجرومية وغيرها كما لم يشفع لا بناء وصاب تاريخهم العريق المتمثل بالممالك الحميرية بخرائب عركبه والزراعي والصيعر وقبة عراف وأثار حصن مدنن وظهر والسانة وظفران والشرف و جعر ونعمان وغيرها من الحصون التاريخية الملتحية على جبال وصاب الشماء منذ عهدالشرُيحيين والتبابعة والصليحيين والرسولين كما لم يشفع لهم انتصاراتهم على الايوبيين في زبيد ولا شفاعة الشافعين .
تمر الايام والسنين ايها الوالي فتزداد المعاناة والهموم التي اصابت وصاب حتى غدت ثكلى من جور ما حل بها من اهمال ، صارت لا شيء بعد ان كانت وجهة كل يمني وقبلة كل راحل وظال ، وصاب حكاية قديمة سُطر مجدها وخُلد ذكرها في النصوص والمراجع التاريخية ، فقد انجبت الالاف من العلماء والفقها والشعراء والفرسان ، وذو الحكمة والطب والحكام فحضارتها التي تصل لألفي عام خير شاهدً على ذلك ، عندما تبحث عن وصاب ستجدها في كتاب الاكليل وصفة جزيرة العرب للهمداني ومعجم البلدان كما في الفضل المزيد في اخبار صنعاء وزبيد و روضة الانساب وكتاب تاريخ وصاب للحبيشي و قرة العيون والقبائل اليمنية وغيرها من المراجع التاريخية ، عندما تبحث عن وصاب ستجدها في ذاكرة الزمان خالدة كسر من اسرار الوجود بصفحات زاخرة بالعلوم والتراث والحكمة ،ايها الوالي المبجل هذا جزء يسير عن معاناة وصاب وابنائها ، وذلك تاريخها ، الا يشفع لها كل ذلك بان تنال حقها من الخدمات والمواطنة كسائر البلاد وان تعالج قضيتها كاحدى القضايا الوطنية الهامة اسوتاً بقضايا صعدة والجنوب وغيرها ..
نشرت في العدد السابع من صحيفة وصاب
0 التعليقات:
إرسال تعليق