10 أكتوبر 2010

شهرزاد وليلتها الثانية بعد الالف وحكايتها عن وصاب



شهرزاد وليلتها الثانية بعد الالف وحكايتها عن وصاب
سرد قصصي بسيط يتسم بمواقف من الخيال كما هي حقيقة قصص الف ليلة وليلة
شهرزاد وليلتها الثانية بعد الالف وحكايتها عن وصاب
قالت بلغني ايها الملك السعيد ذو الراي الرشيد والقول السديد انه وفي قديم الزمان وسالف العصر والاون كان هناك ملك همام صاحب فكر واطيان ، عالم في الحياه شامخ الامتان ، له من الانساب والاقراب ما يحكم به الجبال والشعاب ، يقال له الملك وصاب له تسعة من البنين يقال لهم بني الـ حداد ومسلم وشعيب ، والجبجب ، وكبود وجعر ، والقائمة ، والقدمة ، ونقذ شديدي الباس حكيمي البيان ، معه يعيشان ،ويقال ايه الملك انه سكن بارض لها من الجنان ما يتفاخر بها الانسان سميت باسمة ، وبها من الغيول والانهار ما يقارب الثلاث مائة يحسباً ، تجري طوال الليل والنهار ، على اودية تعشعش بها كثير من الانعام ، وما لا يعد ولا يحصى من الطيور والغزلان ، و تظلل دروبها اشجار الفرسك والرمان ، وفيها من كل الثمار ما يسر الانس والجان ، ويقال ايها الملك السعيد بان تلك الارض لها عشر من الجبال قائمة كما التمثال، لا تذل ولا تستغصب ، لها قلاع وحصون ومراكز للعبادة والرهبان ، يسكنها من الرعية والغلمان مايقارب المئتان من الاف يحسبان، طائعين وليهم بما امرهم يفعلاً ، واسواق في خمسة عشر مكان ، وبأسماء الشهور والايام يدعيان ، ياتي اليها ما يزرع ويقطع من الجنان،  وبالفواكه والاثمار يزخران ، تطواق اطرافها بساتين من الفل والريحان ، واشجار متفرعة الالوان ، خيرها يكفي اهلها مائة عام ، وفي تلك الارض مختلف الحيوانات والبقر السمان ، ما ينفع منها في الحرث وما يحلبان ، واحمره تحمل على ظهورها البر والقيتان ، تصعد التلال خادمتاً طوال العام .
قالت ايها الملك فدارت الايام والسنين ويأمر ذلك الملك الهمام على اولاده بالعيش في القرى التسع والتي باسمهم تذكراً ، وامرهم بان يجعلوا من جهدهم وعرقهم لها سقيان ، ومن خيرها ينفقاً ، وكل ارجائها يحكماً ، بشرط ان لا يهجروها مهما ضرهم الدهر و تجرعوا من شقياً ، الا انه ومع تناثر الايام وموت ذلك الملك اخذ اولادة بالفرقة والشتات ، وتركو حقوقهم وتحملو الآهات ، ونسو الوصية والوصفات ، فاصبحوا للضعف خلفا ، فترى الاخرون بهم يهزئون، ومن تفرقهم يشمتون ، فنهب تراثهم وتكهنت قراهم ، وحرموا من سائر المصالح ، فصارو مثال للذل الواضح ، ورمزا للعيش الكادح ، لا امر ولا شورى بينهم  ، عمال يشقون  ، ومن عُدم الطرقات والمشاريع في قراهم يشكون, ومن المياة الراكدة يشربون ، وبفوانيس الظلمة يظيئون ، ومن اشجار الاودية المره يتعالجون ، ومن بر الصين ياكلون ، وبالمدن لهم اخوه اخرون ، تركوهم وبها اقاموا ساجدون ، هذا ما ذكرت شهرزاد لملكها شهريار واصبحا من هذه الحكاية يضحكان.
 فياليت من يقرائها يعتبر .
 ومن تكاتف القبائل يفتكر .
 ويعمل بقدر المستطاع فلا يكلف الله نفسا بما لا يطاق ،
فطلع الصباح
وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح فنادى الملك...يامسرور( فصاحت الاميرة شهرزاد وقالت, خليني اعيش لبكرة الله يخليك حتى اكمل هذه القصة واسليك ،
ولنا عبره وحكمة من الحكاية القادمة لليلة الـ3 بعد الالف
نشرت في العدد الثالث من صحيفة وصاب نوفمبر2010



0 التعليقات:

إرسال تعليق